بطولة كأس العالم للسيدات 2023: نيوزيلندا وأستراليا يفتتحان البطولة بانتصارات مؤثرة

في بداية بطولة كأس العالم للسيدات 2023، شهدنا لحظاتٍ مؤثرة على نهاية مباراتي الافتتاح. فعلى ملعب إيدن بارك، كان الجمهور يرقص ويحتفل بفرحة فريق نيوزيلندا بعد أن انطلقت حملتهن بفوز مهم. كانت هذه ليلة تاريخية ومؤثرة بالنسبة للاعبات النيوزيلندية، فقد كانت قد خسرن 12 مباراة وتعادلن في 3 من أصل 15 مباراة لهن في بطولة كأس العالم السابقة. وفي المباراة التي جرت بعد ساعات على ذلك، اكتسب فريق أستراليا شعوراً بالارتياح بعد فوزهن على جمهورية أيرلندا بهدف نظيف من ركلة جزاء سجلتها لاعبة آرسنال، ستيف كيتلي، التي ارتدت شارة القيادة بعد غياب صم كير بسبب إصابة في الساق. انتهت المباراتين بفوز 1-0، لكن كانت النظرة المختلفة بين الفريقين؛ حيث كانت النظرة من منظور نيوزيلندا مليئة بالدموع والأحاسيس الجميلة.

لحظات مؤثرة ومحفورة في الذاكرة

"رؤيتهن يبكين ويستمتعن باللحظة بجانب عائلاتهن وأصدقائهن في النهاية، لن أنسى هذه اللحظات أبداً"، بهذه الكلمات أعربت مدربة نيوزيلندا، ييتكا كليمكوفا، عن فرحتها بالفوز في مباراة الافتتاح ضد النرويج. وانضم رئيس الوزراء النيوزيلندي، كريس هيبكنز، إلى احتفالات فريق نيوزيلندا، بعد ساعات من خطابه للأمة عقب حادثة إطلاق النار الدموية في أوكلاند التي ألقت بظلالها على ما كان من المفترض أن يكون يوم احتفالي.

"توجد الكثير من المشككين بسبب النتائج التي حققناها مؤخرًا، لكننا آمنا بأنفسنا طوال المباراة بأكملها"، هذا ما صرحت به ألي رايلي، المدافعة الخبيرة التي تشارك في كأس العالم للمرة الخامسة. "هذه هي اللحظات التي يصنع منها الأحلام".

نيوزيلندا تنطلق بقوة

لقد انتظرت فرق نيوزيلندا لفترة طويلة من أجل هذه اللحظة الكبيرة. حيث فشلن في تحقيق الفوز في خمس مشاركات سابقة في بطولة كأس العالم، وكانت الآمال قليلة في نجاحهن ضد النرويج. وبعد فوزهن على الفلبين في المباراة التالية، سيتمكنن نيوزيلندا من التخطيط للأدوار النهائية لأول مرة في تاريخهن. وقد أقيمت المباراة أمام جمهور متحمس يبلغ عدده 42,137 متفرجًا - وهو أكبر عدد لحضور مباراة كرة قدم في نيوزيلندا - وقدمن أداءً لا يُنسى سيظل خالداً في ذاكرة الحاضرين.

لقد تجاوزت الفرقة الكروية النسائية "فيرنز" مرحلة الأدوار الأولى لنهائيات كأس العالم، ولعبن في ملعب إيدن بارك - الاستاد الوطني النيوزيلندي - للمرة الثانية فقط. وقالت كليمكوفا بعد نهاية المباراة بساعة من الوقت: "لا يزال لدي الأحاسيس والأفكار الجميلة. لقد انتظرنا هذه اللحظة طويلاً. سماع جماهيرنا وهم يشجعونا بهذه الطريقة، إنها لحظة لا تُنسى بالنسبة لي. إنها شعور لا يُصدق".

تحضيرات استراليا وفرحتهم بالفوز

في نفس الوقت وعلى ملعب استاد أستراليا، شهدنا لحظات مؤثرة أخرى بدءًا من انطلاق بطولة كأس العالم للسيدات. فقد تمكن فريق أستراليا من تحقيق الفوز في مباراتهن الأولى، وذلك بفضل تنفيذ ستيف كيتلي لركلة جزاء ببراعة في الدقيقة السابعة بعد الشوط. تمضي كيتلي، لاعبة فريق آرسنال، الدورة بحمل شارة القيادة بعد غياب صم كير بسبب إصابة في الساق. لقد كانت هذه المباراة تشبه إطلاق صمام الضغط، حيث احتفلت كيتلي بالهدف وتوجهت برفقة زميلاتها التسع الأخريات إلى الجانبين للتحية والاحتفال بالفوز.

ومع ذلك، لم تتمكن أستراليا تماماً من التخلص من خطر الفريق المنظم جمهورية أيرلندا، وعاد الضغط على أستراليا عندما تعيّن عليها اللجوء إلى 10 دقائق من الوقت بدل الضائع قبل أن تتمكن من الاحتفال بالفوز. وعلى الرغم من ذلك، فإن ثلاث نقاط هي نفسها بغض النظر عن طريقة الفوز. ففي بطولة يورو 2022، بدأت إنجلترا بفوز ضيق 1-0 على النمسا قبل أن تتوج بالبطولة التاريخية على أرضها. وأستراليا ستسعى الآن لتحقيق نفس النجاح.

تحديات لأستراليا دون سام كير

من المؤكد أن أستراليا ستواجه تحديات كبيرة في مواجهة باقي مبارياتها بدون قائدة الفريق، أفضل هدافة في التاريخ، والروح القائدة سام كير. فقد كانت اللاعبة البالغة من العمر 29 عامًا، التي فازت بثلاثة ألقاب متتالية في الدوري المحلي مع تشيلسي وتصدرت قائمة الفائزات بجائزة الكرة الذهبية مرتين، غائبة مفاجئة عن الفريق بسبب إصابة في الساق أثناء التدريب يوم الأربعاء. ستفتقد أستراليا خدمات سام كير أيضًا في المباراة التالية ضد نيجيريا في 27 يوليو، وألمحت كيتلي إلى أن فريق ماتيلداز يستعد للعب بدون نجمتهن لفترة أطول.

"لقد خسرنا أفضل لاعبة في العالم، وكانت نفسنا محطمة لها كشخص، كما أن دورها كقائدة سيكون ضخمًا، بغض النظر عن دورها"، صرحت كيتلي. "كانت هي زعيمتنا الروحية، وستكون دورها هامًا مهماً، بغض النظر عن طبيعته".

وتركز كاميرات استاد أستراليا على سام كير في الدقيقة الأولى من المباراة وعادت إليها مرارًا وتكرارًا خلال المباراة وهي تبدو في حالات متفاوتة من التأمل. يجب على أستراليا أن تكون أقل تحفظاً في مباريات كأس العالم المتبقية إذا أرادت تحقيق أهدافها - في حين يمكن أن تكون فرحة نيوزيلندا بالفوز مبدأً لبداية شيء مميز.

ختامًا

بدأت بطولة كأس العالم للسيدات 2023 بانطلاقتين مؤثرتين ومحفورتين في الذاكرة. فرحة نيوزيلندا وأستراليا بالفوز الكبير وبداية ناجحة، أضافتا للحدث تألقًا ومتعةً. ستظل هذه اللحظات خالدة في قلوب اللاعبات والجماهير والمشجعين على حد سواء. إن بطولة كأس العالم للسيدات هي فعلاً مناسبة رياضية مميزة لن ينساها أحد. إن ما يميز هذه الفعالية الرياضية هو التنافس الشرس والعاطفة الكبيرة التي تحملها، فضلاً عن رؤية اللاعبات تعبيراً عن أفراحهن ودموعهن بعد الفوز بمبارياتهن. إننا نتطلع إلى متابعة باقي المباريات ومشاهدة مزيد من المفاجآت واللحظات المؤثرة في هذه البطولة المميزة.